مخطوطة غامضة تسبب عقدة مزمنة للعلماء

قبل عامين من اندلاع الحرب العالمية الأولى كان تاجر الأثريات والكتب القديمة الأمريكي ويلفيرد فوينتش مسافراً إلى أوروبا في بحث عن مخطوطات نادرة من العصور الوسطى، وبينما كان يفحص مجموعة كبيرة من المخطوطات القديمة التي كانت محفوظة في فيلا موندراجون بالقرب من روما - إيطاليا اكتشف مخطوطة نادرة جداً وغير قابلة للتفسير على الإطلاق.


لم تكن هذه المخطوطة مثل أي مخطوطة أخرى تم اكتشافها من قبل لقد كتبت بكتابة غير معروفة وتحمل حروفا وعلامات مختلفة عن أي من اللغات المعروفة في العالم، كما تحمل رسوماً غريبة غامضة لنباتات ونجوم ورموز كيميائية. وحتى اليوم عجز العلماء والمؤرخون عن تفسير هذه المخطوطة. وتقديرا لفضل ويلفيرد فوينتش في اكتشاف هذه المخطوطة فقد سميت باسمه (مخطوطة فوينتش اليدوية).

وقبل أن يكتشفها ويلفيرد كانت ضمن مجموعة يملكها رجل مقيم في بارغو في إيطاليا. وفي عام 1639 كتب صاحب المخطوطة اليدوية جيورج باريش إلى عالم لاهوتي بارز في عصره هو اثاناسيوس كيرشير يخبره عن هذا العمل الغامض. وشرح للعالم أن المخطوطة كتبت بنص لا يمكن فهمه وأنها زودت بغزارة بالكثير من الرسوم التوضيحية الغريبة الألوان. لقد ظن باريش أن كيرشير يمكنه أن يفك شفرة تلك المخطوطة ولكن العالم البارز لم يتمكن أبدا من حل رموزها وأيضا لم يكن يملك تلك القائمة المتوفرة حاليا من لغات العالم والقدرة على حل الرموز السرية.

ومع مرور الوقت لم يتمكن أي من العلماء من معرفة اصل المخطوطة وعندما حلل العلماء ورقها ونوع الصبغ في الأحبار الملونة المستخدمة في الرسوم رجحوا أنها تعود للقرن الثالث عشر الميلادي.

الوقت الذي وضعت فيه مخطوطة فوينتش إذا كان صحيحاً هو عصر الخيانة والاضطهاد والغدر وفي هذا العصر القاسي كان من الجنون أن يكتب إنسان سرا من أي نوع إلا إذا كان من الصعب تفسيره من قبل أعدائه. وفي أواخر العصر الوسيط كانت كتابة الرسائل المشفرة السرية حرفة تجلب الكثير من المال على أصحابها والذي كان يستخدم أساليب غير معقدة نسبيا مثل الكلمات التي تكتب بالعكس أو وضع حروف العلة بدلا من الحروف العادية أو احيانا بعض النقاط.

الرسائل المشفرة كانت تستخدم ليس فقط في الشؤون السرية للكنيسة والدولة ولكنها كانت أيضا تستخدم لحجب أسرار الاكتشافات الكيميائية والكتابات السحرية التي كان كاتبها يعتبر من الشخصيات المهمة والتي يمكن تعقب رسائلها وأحيانا كان يستخدمها المطلوبون للعدالة حتى لا يقعوا في الأيدي الخطأ.

كان الفاتيكان والمدن الإيطالية من رواد تطوير نظام الكتابة المشفرة، ففي عام 1379 أمر البابا كليمنت السابع بتغيير نظم الكتابة المشفرة التي أنشئت لكل 24 من رسائله ومع تطور الكتابة المشفرة أصبحت الشفرات اكثر تعقيدا وتستخدم لغات غير معروفة ورموزاً لا يمكن تفسيرها، إلا لمن كتبها أو من أراد أن تصل له وتحتاج إلى رجال العلم لحل رموزها مع جهد كبير.



المخطوطة: لسبب غامض فإن الحجم الحقيقي للمخطوطة لم يتفق عليه العلماء وهو محل جدل فبعض الباحثين يقول انه 200 صفحة في حين أن آخرين يعتبرونه فقط 170 صفحة. وجزء من سبب عدم الاتفاق هو الاعتقاد أن المخطوطة لم تكتمل في حين يعتقد البعض أن بقية صفحاتها اختفت مع الزمن. ولهذا من المستحيل القول بالتأكيد كم كان عدد صفحات المخطوطة الأصلية.

ويعتقد بعض العلماء والدارسين أن المخطوطة هي نوع قديم من علم الخيمياء (الكيمياء القديمة أو علم تحويل المعادن الخسيسة إلى الذهب) أو انه كتاب تعاويذ سحرية حجبت في نص سري. وبعض الباحثين يشعر بأن تلك الرسومات التي تحملها المخطوطة تشرح في الواقع المواضيع العلمية التي تتناولها المخطوطة وإن كان هذا محل شك حيث لم يتم حل شفراتها حتى الآن.

والمخطوطة مقسمة إلى أجزاء عدة هي : القسم الفلكي فيما يعتقد انه رموز دائرة الأبراج الفلكية. والقسم الخاص بالأعشاب وبه أجزاء من نباتات غامضة وغير موجودة الآن.

والجزء الخاص بطب العقاقير والجزء البيولوجي ويحمل رسوماً لحيوانات وبشر ثم الجزء الخاص بعلم الكونيات ويحمل صور نجوم ورسوماً فلكية. وأخيرا جزء خاص بوصفات غامضة فيه نصوص مختصرة.

نص المخطوطة يستخدم الحروف ولكن الكلمة الواحدة تتكون من 28 حرفاً وهي كلمات ليس لها أي علاقة باللغة الإنجليزية أو أي لغة أوروبية وكلمات أخرى أو رموز غير معروفة تماما ولكن يعتقد أنها تخص علم الخيمياء أو التنجيم ومع وجود الرسوم هناك أيضا الكثير من المعلومات التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى حل شفرة المخطوطة.

وبما ان الكلمات الواردة في المخطوطة لا يمكن حتى الآن حل شفرتها فإن الرسوم تعد هي الأمل الوحيد أمام العلماء وطبقا إلى هذه الرسوم فإن الكتاب كان كتاباً علمياً في حين أن عدداً من الرسوم تعبر عن أعشاب طبيعية أو خاصة بعلم الزراعة ولكن النباتات المرسومة غير معروفة ولم يحدد إن كانت نباتات زرعت من قبل على سطح الأرض في أي عصر من العصور.

هناك أيضا رسوم وضعت في أسلوب هندسي غريب ولها دلالات حسابية أو فلكية، وعدد من العلماء يرى أنها تشبه الرسوم البيانية التي تصور عناصر فلكية يمكن أن ترى عبر التلسكوب أو خلايا حية يمكن أن تلاحظ تحت ميكروسكوب شديد الدقة لا يعتقد انه كان موجوداً في عصر وضع المخطوطة.



حل الشفرة: المحاولات التي بذلت لحل شفرة تلك المخطوطة الغامضة كانت كثيرة جدا عبر القرون الماضية ولكن يبدو أن الجميع فشل وقام ابرز العلماء والباحثين وخبراء حل الشفرات القديمة بجهود كبيرة لحلها وعلى مدار عقود ولكن حتى الآن لم يحلوا حتى ولو جزءاً بسيطاً من لغزها، بينما رأى بعض الباحثين المحبطين في النهاية أن المخطوطة قد تكون نوعاً من الخدع التي صنعت في العصور المظلمة من اجل خداع أحد النبلاء للحصول على مبالغ ضخمة من المال منه. ولكن تلك النظرية رفضت تماما من قبل اكبر الباحثين.

وفي عام 1976 اكتشف الكابتن بريسكوت كورير عالم آثار أن المخطوطة وضعها اثنان من العلماء وأنها تحمل في الواقع لغتين مختلفتين وكان هذا الاكتشاف مدعاة لإضفاء المزيد من الغموض على المخطوطة، ولكنه على الأقل قدم مبررا لعدم قدرة اكبر العلماء والباحثين في العالم الذين درسوها على حل رموزها.

مخطوطة فوينتش محفوظة اليوم في مكتبة جامعة يال ومازالت موضع دارسة الكثير من العلماء.



الصحون الطائرة: يرى عدد من العلماء والباحثين أن هناك عدداً من الغرباء عن كوكب الأرض قد زاروا كوكبنا في مراحل مختلفة من تاريخنا البشري ربما منذ 5800 ألف عام في حين أن هناك فريقاً آخر من العلماء يؤكدون عدم صحة هذا التصور على الإطلاق وما بين هذا التأكيد وهذا الرفض لاحتمالية أن يكون هناك سكان في كواكب أخرى قدموا ذات مرة أو ربما ما زالوا حتى الآن يمرون على كوكبنا تكمن الكثير من الظواهر التي عجز العلماء عن تفسيرها.

لقد وردت الكثير من التقارير خلال القرن العشرين وحتى يومنا هذا تؤكد وجود أناس في مناطق مختلفة من العالم شاهدوا أشياء غريبة قادمة من الفضاء لها شكل أطباق طائرة. وفي العصور القديمة رجح عدد من العلماء أن بعض المباني الغريبة التي أقيمت بغرض العبادة مثل المعابد التي شيدت في مواقع تم اختيارها بعناية لتكون أماكن يمكن أن تهبط فيها الأطباق الطائرة أو سفن الكائنات الغريبة القادمة من الفضاء. فعلى بحر ايجة في اليونان هناك عدد من تلك المباني. وفي إنجلترا تعد ظاهرة حلقات الحقول الغامضة التي لم يعرف العلماء حتى الآن سببا لتشكلها على سطح أراضي حقول القمح والحبوب لغزاً كبيراً.

ويعتقد بعض العلماء أنها خطوط تعبر عن نوع من الطاقة لم يعرفه العلماء على الأرض حتى الآن وبين هذه الحلقات هناك دائما نوع من الرموز التي وجدت على جدران تلك المعابد القديمة مما يعني أن هذه الطاقة الغامضة كانت موجودة في الحضارات القديمة الواقعة على البحر المتوسط وأيضا كانت موجودة في بريطانيا.

وتشمل ظاهرة الأطباق الطائرة اشياء طائرة غير معروفة الهوية والتي تم التعرف اليها باعتبارها مراكب فضائية ومن هذه الأشياء النيازك والشهب وأجزاء من أقمار محطمة وأسراب من الطيور وطائرات وأضواء ومناطيد وأي شيء يطير أو يتحرك داخل مجال مغناطيسي للأرض دون ان تعرف هويته.

وقد تمكن عدد ممن رأوا تلك الأشياء الطائرة من تصويرها لكن جميع الصور مشوشة وضبابية وهناك أيضا أدلة اكتشفها العلماء عبارة عن حطام لآلات طائرة غريبة المنشأ أو احتراق في مواقع على الأرض يتصور أنها حدثت أثناء هبوط آلات طائرة من عالم غير عالم الأرض.

ومع شهادة عدد من الأشخاص الموثوق في كلامهم. رأى عدد كبير من العلماء أن تلك المشاهدات لم تكن إلا تعبير الإنسان عن ارتباطه الغامض بكل ما هو خرافي وأسطوري أو رغبته في معرفة المزيد عن الكون من حوله وتصوره انه ليس الكائن الوحيد في هذا الكون الشاسع.

في مساء أحد ايام شهر يناير/كانون الثاني من عام 1878 شاهد جون مارتن الذي كان يقوم برحلة صيد بالقرب من ولاية تكساس شيئاً سريع الحركة طائراً في السماء وعندما مر هذا الشيء فوق رأسه لاحظ انه يشبه صحناً كبيراً له أضواء غريبة تحيط به.

والواقع أن الأطباق الطائرة هي ظاهرة لم تدخل في الثقافة الشعبية حتى أواخر شهر يونيو/حزيران عام 1947 بعد أن شاهد عدد من الناس ما يشبه الاسطوانات الطائرة الغامضة، واعتقد البعض أنها طائرات أمريكية أو سوفييتية سرية، في حين اعتقد آخرون أنها شيء قادم من الفضاء وفي يوم 24 من الشهر نفسه شاهد الطيار المستقل كينيث ارنولد تسعة من هذه الأقراص الطائرة تحلق فوق واشنطن.

وفي مقابلة صحافية أجريت معه شبه حركة تلك الأقراص الطائرة بلعبة الأطباق التي يلعبها الأطفال على البحر، وبعدها بقليل قام كاتب صحافي في إحدى الصحف الأمريكية باستخدام كلمة الصحون الطائرة في وصف ما شاهده الطيار وسرعان ما بدا عصر الأطباق الطائرة أو “ufo” اختصاراً لجملة أشياء طائرة غير معروفة الهوية والتي ستصبح التعبير الرسمي الذي ستستخدمه قوة الطيران الأمريكية للتعبير عما يظهر أحيانا من أشياء غريبة أثناء تحليقها في السماء وسوف تصبح الكلمة هي أيضا التعبير الشعبي عن هذه الأشياء حتى منتصف الخمسينات من القرن العشرين.





منقووول