New Page 1
بلال بن رباح
الساخر من
الأهوا
وحين بدأ القتال بين الفريقين, وارتج جانب
المعركة من قبل المسلمين بشعارهم:" أحد.. أحد" انخلع قلب أمية, وجاءه النذير..
ان الكلمة التي كان يرددها
بالأمس عبد تحت وقع العذاب والهول قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة
الجديدة كلها..!!
"أحد..أحد"؟؟!!
أهكذا..؟ وبهذه السرعة.. وهذا
النمو العظيم..؟؟
**
وتلاحمت السيوف وحمي القتال..
وبينما المعركة تقترب من
نهايتها, لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف" صاحب رسول الله, فاحتمى به, وطلب
اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته..
وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره,
ثم سار به وسط المعمعة الى مكان الاسرى.
وفي الطريق لمح بلال فصاح
قائلا:
"رأس الكفر أميّة بن خلف.. لا
نجوت ان نجا".
ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي
لطالما أثقله الغرور والكبر, فصاح به عبد الرحمن بن عوف:
"أي بلال.. انه أسيري".
أسير والحرب مشبوبة
دائرة..؟
أسير وسيفه يقطر دما مما كان
يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين..؟
لا.. ذلك في رأي بلال ضحك
بالعقول وسخرية.. ولقد ضحك أمية وسخر بما فيه الكفاية..
سخر حتى لم يترك من السخرية
بقية يدخرها ليوم مثل هذا اليوم, وهذا المأزق, وهذا المصير..!!
ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على
اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف, فصاح بأعلى صوته في المسلمين:
"يا أنصار الله.. رأس الكفر
أمية بن خلف, لا نجوت ان نجا"...!
وأقبلت كوكبة من المسلمين تقطر
سيوفهم المنايا, وأحاطت بأمية وابنه ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا.. بل
لم يستطع أن يحمي أذراعه التي بددها الزحام.
وألقى بلال على جثمان أمية الذي
هوى تحت السيوف القاصفة نظرة طويلة, ثم هرول عنه مسرعا وصوته النديّ يصيح:
"أحد.. أحد.."
**
لا أظن أن من حقنا أن نبحث عن فضيلة التسامح
لدى بلال في مثل هذا المقام..
فلو أن اللقاء بين بلال وأمية
تمّ في ظروف أخرى, لجازنا أن نسال بلالا حق التسامح, وما كان لرجل في مثل ايمانه
وتقاه أن يبخل به.
لكن اللقاء الذي تم بينهما, كان
في حرب, جاءها كل فريق ليفني غريمه..
السيوف تتوهج.. والقتلى يسقطون.. والمنايا
تتواثب, ثم يبصر بلال أمية الذي لم يترك في جسده موضع أنملة الا ويحمل آثار
تعذيب.
وأين يبصره وكيف..؟
يبصره في ساحة الحرب والقتال
يحصد بسيفه كل ما يناله من رؤوس المسلمين, ولو أدرك رأس بلال ساعتئذ لطوّح
به..
في ظروف كهذه يلتقي الرجلان
فيها, لا يكون من المنطق العادل في شيء أن نسأل بلالا: لماذا لم يصفح الصفح
الجميل..؟؟
**
وتمضي الأيام وتفتح مكة..
ويدخلها الرسول شاكرا مكبرا على
رأس عشرة آلاف من المسلمين..
ويتوجه الى الكعبة رأسا.. هذا
المكان المقدس الذي زحمته قريش بعدد أيام السنة من الأصنام..!!
لقد جاء الحق وزهق
الباطل..
ومن اليوم لا عزى.. ولا لات..
ولا هبل.. لن يحني الانسان بعد اليوم هامته لحجر, ولا وثن.. ولن يعبد الناس ملء
ضمائرهم الا الله الذي ليس كمثله شيء, الواحد الأحد, الكبير المتعال..
ويدخل الرسول الكعبة, مصطحبا
معه بلال..!
ولا يكاد يدخلها حتى يواجه
تمثالا منحوتا, يمثل ابراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام, فيغضب الرسول
ويقول:
"قاتلهم الله..
ما كان شيخنا يستقسم بالأزلام..
ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من
المشركين".
ويأمر بلال أن يعلو ظهر المسجد, ويؤذن.
ويؤذن بلال.. فيالروعة الزمان,
والمكان, والمناسبة..!!
كفت الحياة في مكة عن الحركة,
ووقفت الألوف المسلمة كالنسمة الساكنة, تردد في خشوع وهمس كلمات الآذان ورء
بلال.
والمشركون في بيوتهم لا يكادون يصدقون:
أهذا هو محمد وفقراؤه الذين
أخرجوا بالأمس من هذا الديار..؟؟
أهذا هو حقا, ومعه عشرة آلاف من
المؤمنين..؟؟
أهذا هو حقا الذي قاتلناه,
وطاردناه, وقتلنا أحب الناس اليه..؟
أهذا هو حقا الذي كان يخاطبنا
من لحظات ورقابنا بين يديه, ويقول لنا:
"اذهبوا فأنتم
الطلقاء"..!!
ولكن ثلاثة من أشراف قريش, كانوا جلوسا بفناء
الكعبة, وكأنما يلفحهم مشهد بلال وهو يدوس أصنامهم بقدميه, ويرسل من فوق ركامها
المهيل صوته بالأذان المنتشر في آفاق مكة كلها كعبير الربيع..
أما هؤلاء الثلاثة فهم,
أبوسفيان بن حرب, وكان قد أسلم منذ ساعات, وعتّاب بن أسيد, والحارث بن هشام, وكانا
لم يسلما بعد.
قال عتاب وعينه على بلال وهو يصدح بأذانه:
لقد أكرم الله اسيدا, ألا يكون
سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه. وقال الحارث:
أما والله لو أعلم أن محمدا محق
لاتبعته..!!
وعقب أبو سفيان الداهية على
حديثهما قائلا:
اني لا أقول شيئا, فلو تكلمت
لأخبرت عني هذه الحصى!! وحين غادر النبي الكعبة رآهم, وقرأ وجوههم في لحظة, قال
وعيناه تتألقان بنور الله, وفرحة النصر:
قد علمت الذي قلتم..!!!
ومضى يحدثهم بما قالوا..
فصاح الحارث وعتاب:
نشهد أنك رسول الله, والله ما
سمعنا أحد فنقول أخبرك..!!
واستقبلا بلال بقلوب جديدة..في
أفئدتهم صدى الكلمات التي سمعوها في خطاب الرسول أول دخول مكة:
" يامعشر قريش..
ان الله قد أذهب عنكم نخوة
الجاهلية وتعظمها بالآباء..
الناس من آدم وآدم من
تراب"..
**
وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم,
يشهد معه المشاهد كلها, يؤذن للصلاة, ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي
أخرجه من الظلمات الى النور, ومن الرق الى الحريّة..
وعلا شأن الاسلام, وعلا معه شأن
المسلمين, وكان بلال يزداد كل يوم قربا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
كان يصفه بأنه:" رجل من أهل الجنة"..
لكن بلالا بقي كما هو كريما
متواضعا, لا يرى نفسه الا أنه:" الحبشي الذي كان بالأمس عبدا"..!!
ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال
لأبيهما:
"أنا بلال, هذا أخي عبدان من
الحبشة.. كنا ضالين فهدانا الله.. ومنا عبدين فأعتقنا الله.. ان تزوّجونا فالحمد
لله.. وان تمنعونا فالله أكبر.."!!
**
وذهب الرسول الى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا,
ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق..
وذهب بلال الى خليفة رسول الله
يقول له:
" يا خليفة رسول الله..
اني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: أفضل عمل للمؤمن الجهاد في سبيل الله"..
فقال له أبو بكر: فما تشاء يا
بلال..؟
قال: أردت أن أرابط في سبيل
الله حتىأموت..
قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟
قال بلال وعيناه تفيضان من
الدمع, اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.
قال أبو بكر: بل ابق وأذن لنا
يا بلال..
قال بلال: ان كنت أعتقتني لأكون
لك فليكن لك ما تريد. وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له..
قالأبو بكر: بل أعتقتك لله يا
بلال..
ويختلف الرواة, فيروي بعضهم أنه
سافر الى الشام حيث بقي فيها مجاهدا مرابطا.
ويروي بعضهم الآخر, أنه قبل
رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة, فلما قبض وولي عمر الخلافة استأذنه وخرج الى
الشام.
على أية حال, فقد نذر بلال بقية حياته وعمره
للمرابطة في ثغور الاسلام, مصمما أن يلقى الله ورسوله وهو على خير عمل يحبانه.
ولم يعد يصدح بالأذان بصوته الشجي الحفيّ
المهيب, ذلك أنه لم ينطق في أذانه "أشهد أن محمدا رسول الله" حتى تجيش به الذمؤيات
فيختفي صوته تحت وقع أساه, وتصيح بالكلمات دموعه وعبراته.
وكان آخر أذان له أيام زار أمير
المؤمنين عمر وتوسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة.
ودعا أمير المؤمنين بلال, وقد
حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها.
وصعد بلال وأذن.. فبكى الصحابة
الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له.. بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا..
وكان عمر أشدهم بكاء..!!
**
ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما
أراد.
وتحت ثرى دمشق يثوي اليوم رفات
رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الوقوف الى جانب العقيدة والاقتناع...
بلال بن رباح
الساخر من
الأهوا
وحين بدأ القتال بين الفريقين, وارتج جانب
المعركة من قبل المسلمين بشعارهم:" أحد.. أحد" انخلع قلب أمية, وجاءه النذير..
ان الكلمة التي كان يرددها
بالأمس عبد تحت وقع العذاب والهول قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة
الجديدة كلها..!!
"أحد..أحد"؟؟!!
أهكذا..؟ وبهذه السرعة.. وهذا
النمو العظيم..؟؟
**
وتلاحمت السيوف وحمي القتال..
وبينما المعركة تقترب من
نهايتها, لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف" صاحب رسول الله, فاحتمى به, وطلب
اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته..
وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره,
ثم سار به وسط المعمعة الى مكان الاسرى.
وفي الطريق لمح بلال فصاح
قائلا:
"رأس الكفر أميّة بن خلف.. لا
نجوت ان نجا".
ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي
لطالما أثقله الغرور والكبر, فصاح به عبد الرحمن بن عوف:
"أي بلال.. انه أسيري".
أسير والحرب مشبوبة
دائرة..؟
أسير وسيفه يقطر دما مما كان
يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين..؟
لا.. ذلك في رأي بلال ضحك
بالعقول وسخرية.. ولقد ضحك أمية وسخر بما فيه الكفاية..
سخر حتى لم يترك من السخرية
بقية يدخرها ليوم مثل هذا اليوم, وهذا المأزق, وهذا المصير..!!
ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على
اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف, فصاح بأعلى صوته في المسلمين:
"يا أنصار الله.. رأس الكفر
أمية بن خلف, لا نجوت ان نجا"...!
وأقبلت كوكبة من المسلمين تقطر
سيوفهم المنايا, وأحاطت بأمية وابنه ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا.. بل
لم يستطع أن يحمي أذراعه التي بددها الزحام.
وألقى بلال على جثمان أمية الذي
هوى تحت السيوف القاصفة نظرة طويلة, ثم هرول عنه مسرعا وصوته النديّ يصيح:
"أحد.. أحد.."
**
لا أظن أن من حقنا أن نبحث عن فضيلة التسامح
لدى بلال في مثل هذا المقام..
فلو أن اللقاء بين بلال وأمية
تمّ في ظروف أخرى, لجازنا أن نسال بلالا حق التسامح, وما كان لرجل في مثل ايمانه
وتقاه أن يبخل به.
لكن اللقاء الذي تم بينهما, كان
في حرب, جاءها كل فريق ليفني غريمه..
السيوف تتوهج.. والقتلى يسقطون.. والمنايا
تتواثب, ثم يبصر بلال أمية الذي لم يترك في جسده موضع أنملة الا ويحمل آثار
تعذيب.
وأين يبصره وكيف..؟
يبصره في ساحة الحرب والقتال
يحصد بسيفه كل ما يناله من رؤوس المسلمين, ولو أدرك رأس بلال ساعتئذ لطوّح
به..
في ظروف كهذه يلتقي الرجلان
فيها, لا يكون من المنطق العادل في شيء أن نسأل بلالا: لماذا لم يصفح الصفح
الجميل..؟؟
**
وتمضي الأيام وتفتح مكة..
ويدخلها الرسول شاكرا مكبرا على
رأس عشرة آلاف من المسلمين..
ويتوجه الى الكعبة رأسا.. هذا
المكان المقدس الذي زحمته قريش بعدد أيام السنة من الأصنام..!!
لقد جاء الحق وزهق
الباطل..
ومن اليوم لا عزى.. ولا لات..
ولا هبل.. لن يحني الانسان بعد اليوم هامته لحجر, ولا وثن.. ولن يعبد الناس ملء
ضمائرهم الا الله الذي ليس كمثله شيء, الواحد الأحد, الكبير المتعال..
ويدخل الرسول الكعبة, مصطحبا
معه بلال..!
ولا يكاد يدخلها حتى يواجه
تمثالا منحوتا, يمثل ابراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام, فيغضب الرسول
ويقول:
"قاتلهم الله..
ما كان شيخنا يستقسم بالأزلام..
ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من
المشركين".
ويأمر بلال أن يعلو ظهر المسجد, ويؤذن.
ويؤذن بلال.. فيالروعة الزمان,
والمكان, والمناسبة..!!
كفت الحياة في مكة عن الحركة,
ووقفت الألوف المسلمة كالنسمة الساكنة, تردد في خشوع وهمس كلمات الآذان ورء
بلال.
والمشركون في بيوتهم لا يكادون يصدقون:
أهذا هو محمد وفقراؤه الذين
أخرجوا بالأمس من هذا الديار..؟؟
أهذا هو حقا, ومعه عشرة آلاف من
المؤمنين..؟؟
أهذا هو حقا الذي قاتلناه,
وطاردناه, وقتلنا أحب الناس اليه..؟
أهذا هو حقا الذي كان يخاطبنا
من لحظات ورقابنا بين يديه, ويقول لنا:
"اذهبوا فأنتم
الطلقاء"..!!
ولكن ثلاثة من أشراف قريش, كانوا جلوسا بفناء
الكعبة, وكأنما يلفحهم مشهد بلال وهو يدوس أصنامهم بقدميه, ويرسل من فوق ركامها
المهيل صوته بالأذان المنتشر في آفاق مكة كلها كعبير الربيع..
أما هؤلاء الثلاثة فهم,
أبوسفيان بن حرب, وكان قد أسلم منذ ساعات, وعتّاب بن أسيد, والحارث بن هشام, وكانا
لم يسلما بعد.
قال عتاب وعينه على بلال وهو يصدح بأذانه:
لقد أكرم الله اسيدا, ألا يكون
سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه. وقال الحارث:
أما والله لو أعلم أن محمدا محق
لاتبعته..!!
وعقب أبو سفيان الداهية على
حديثهما قائلا:
اني لا أقول شيئا, فلو تكلمت
لأخبرت عني هذه الحصى!! وحين غادر النبي الكعبة رآهم, وقرأ وجوههم في لحظة, قال
وعيناه تتألقان بنور الله, وفرحة النصر:
قد علمت الذي قلتم..!!!
ومضى يحدثهم بما قالوا..
فصاح الحارث وعتاب:
نشهد أنك رسول الله, والله ما
سمعنا أحد فنقول أخبرك..!!
واستقبلا بلال بقلوب جديدة..في
أفئدتهم صدى الكلمات التي سمعوها في خطاب الرسول أول دخول مكة:
" يامعشر قريش..
ان الله قد أذهب عنكم نخوة
الجاهلية وتعظمها بالآباء..
الناس من آدم وآدم من
تراب"..
**
وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم,
يشهد معه المشاهد كلها, يؤذن للصلاة, ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي
أخرجه من الظلمات الى النور, ومن الرق الى الحريّة..
وعلا شأن الاسلام, وعلا معه شأن
المسلمين, وكان بلال يزداد كل يوم قربا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
كان يصفه بأنه:" رجل من أهل الجنة"..
لكن بلالا بقي كما هو كريما
متواضعا, لا يرى نفسه الا أنه:" الحبشي الذي كان بالأمس عبدا"..!!
ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال
لأبيهما:
"أنا بلال, هذا أخي عبدان من
الحبشة.. كنا ضالين فهدانا الله.. ومنا عبدين فأعتقنا الله.. ان تزوّجونا فالحمد
لله.. وان تمنعونا فالله أكبر.."!!
**
وذهب الرسول الى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا,
ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق..
وذهب بلال الى خليفة رسول الله
يقول له:
" يا خليفة رسول الله..
اني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: أفضل عمل للمؤمن الجهاد في سبيل الله"..
فقال له أبو بكر: فما تشاء يا
بلال..؟
قال: أردت أن أرابط في سبيل
الله حتىأموت..
قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟
قال بلال وعيناه تفيضان من
الدمع, اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.
قال أبو بكر: بل ابق وأذن لنا
يا بلال..
قال بلال: ان كنت أعتقتني لأكون
لك فليكن لك ما تريد. وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له..
قالأبو بكر: بل أعتقتك لله يا
بلال..
ويختلف الرواة, فيروي بعضهم أنه
سافر الى الشام حيث بقي فيها مجاهدا مرابطا.
ويروي بعضهم الآخر, أنه قبل
رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة, فلما قبض وولي عمر الخلافة استأذنه وخرج الى
الشام.
على أية حال, فقد نذر بلال بقية حياته وعمره
للمرابطة في ثغور الاسلام, مصمما أن يلقى الله ورسوله وهو على خير عمل يحبانه.
ولم يعد يصدح بالأذان بصوته الشجي الحفيّ
المهيب, ذلك أنه لم ينطق في أذانه "أشهد أن محمدا رسول الله" حتى تجيش به الذمؤيات
فيختفي صوته تحت وقع أساه, وتصيح بالكلمات دموعه وعبراته.
وكان آخر أذان له أيام زار أمير
المؤمنين عمر وتوسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة.
ودعا أمير المؤمنين بلال, وقد
حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها.
وصعد بلال وأذن.. فبكى الصحابة
الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له.. بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا..
وكان عمر أشدهم بكاء..!!
**
ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما
أراد.
وتحت ثرى دمشق يثوي اليوم رفات
رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الوقوف الى جانب العقيدة والاقتناع...
الخميس 09 يناير 2020, 01:28 من طرف algeriahome
» كعيكعات بالشكلاطة
الجمعة 11 أكتوبر 2019, 13:11 من طرف oussama
» gâteaux de fruits
الثلاثاء 17 سبتمبر 2019, 21:29 من طرف oussama
» اعرف مستواك فى اللغة الانجليزية
الخميس 11 أغسطس 2016, 14:59 من طرف منى علمدار
» إستخدم الآن الفوتوشوب أون لاين <بدون تحميل>
الأربعاء 11 مايو 2016, 13:08 من طرف sohayb bouguerra
» جميع دروس الرياضيات سنة ثانية رائعة مع التمارين والملخصات
السبت 07 مايو 2016, 01:53 من طرف البلد
» تراويح قراءة مؤثرة بمسجد دار البيضاء
الثلاثاء 15 مارس 2016, 16:22 من طرف oussama
» حصريا ألبوم تراثيات لفرقة عدنة الجزائرية جودة عالية
السبت 25 أبريل 2015, 17:05 من طرف abdelghni1071993
» ما هي أجمل منطقة سياحية عربية
الجمعة 25 أبريل 2014, 18:11 من طرف ميري
» شرح طريقة رفع الصور على موقع وأدراجها في الموضوع
الجمعة 25 أبريل 2014, 15:57 من طرف LEILA1990
» لعبة تعلم كلمات باللغة الإنجلزية
الجمعة 18 أبريل 2014, 21:22 من طرف ميري
» برنامج إصلاح النظام TuneUp Maintenance 2009 كاملا وبسريال
الأحد 29 سبتمبر 2013, 13:27 من طرف aboranim
» PS2 - Half Life برابط واحد ومباشر
الخميس 11 يوليو 2013, 19:03 من طرف mhammid azaz
» تمارين في المصفوفات مع الحل les matrices
الثلاثاء 14 مايو 2013, 22:44 من طرف amrane ismail
» مواضيع و تمارين علوم فيزيائية
الخميس 14 فبراير 2013, 17:59 من طرف haniseif