الوجه الآخر للأزمة الناجمة على "توصية" مدعي عام محكمة الجنايات الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير، يتمثل في هذا الحراك النشط، السوداني والعربي والأفريقي لحل أزمة دارفور، وإغلاق هذا الملف النازف مرة واحدة، وإلى الأبد، والمؤسف حقا أن مثل هذا الحراك لم يحدث قبل صدور القرار/التوصية، فبدا كما لو أنه حل لمأزق الحكم في الخرطوم وليس لأزمة السودان في دارفور.
وفقا لخطة الجامعة العربية، المتفق بشأنها مع حكومة الخرطوم، ووفقا للتصريحات والخطابات التي أدلى بها الرئيس السوداني عمر حسن البشير في أثناء جولته على ولايات دارفور الثلاث، وبالتحديد في أثناء لقاءاته مع ممثلي قبائل الزغاوة والمساليت والفور التي وردت في توصية أوكامبو كقبائل مستهدفة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب من قبل البشير شخصيا، فإننا نتوقع أن يتحرك السودان، قريبا وسريعا على المحاور التالية:
1. المحور القضائي: بتشكيل محاكم خاصة بمنتهكي المحرمات ومقترفي الجرائم والتجاوزات في دارفور أيا كان هؤلاء ومهما ارتفعت مناصبهم، كما نتوقع أن يطرأ تعديل جوهري على التشريعات السودانية بحيث تتضمن الجرائم المنصوص عليها في قانون المحكمة الجنائية الدولية والقانون الإنساني الدولي، إذ لا عقوبة من دون نص كما تقول القاعدة الفقهية، كما نتوقع أن ينفتح السودان على "تعاون قضائي" تحت أي مسمى كان، مع الجامعة العربي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لتكتسب عمليات التقاضي التي يتعين البدء بها قريبا وسريعا، مصداقية عالية.
2. المحور السياسي: مواصلة عمليات الانفتاح السياسي على مختلف مكونات السودان وكياناته السياسية والاجتماعية والثقافية والقومية والعرقية والطائفية، فهذا البلد المتعدد لا يحكم ألا بالتوافق واحترام التعددية، والعملية الانفتاحية التي بدأت مؤخرا بالتوافق على قانون انتخابات جديد، يجب أن تتواصل مستفيدة من الزخم التي حظي به الرئيس والحكم بعد "توصية" المدعي العام الدولي.
3. المحور التنموي: إيلاء جهد خاص لتنمية دارفور، وتوفير الخدمات والبنى التحتية، ومجابهة الفقر والجوع وإيواء اللاجئين وتسهيل عودتهم لمدنهم وقراهم، وإعادة إعمار ما خربته حرب السنوات الخمس الماضية، واعتبار ذلك أولوية وطنية، على أن يتم توفير غطاء سياسي لذلك، بمشاركة مختلف القوى الرئيس في السودان، بما فيها القوى الدرافورية التي حملت السلاح ضد النظام.
ننصح الأخوة في الخرطوم، الإسراع في التجاوب مع خطة الجامعة العربية والمسارعة إلى تنفيذ الوعود والتعهدات التي قطعها الرئيس على نفسه في جولته الدارفورية، وأن لا يركنوا إلى مواقف الجامعة والدول العربية وحتى الاتحاد الأفريقي، فهذه الأطراف تراهن على تجاوب السودان ومرونته، أما أن تطور الموقف وتحولت التوصية إلى قرار دولي، وأحجم مجلس الأمن عن استخدام صلاحياته في تأجيل صدور القرار، فإن كثيرين ممن وقعوا على خطة الجامعة، أو تحفظوا على توصية المدعي العام، سيبدءون بتوجيه اللوم إلى الخرطوم، والانفضاض من حول السودان، كما انفضوا من قبل عن دول وحكومات وزعماء عرب سابقين، وما حك جلد السودانيين مثل أظافرهم، فليبدءوا الحك من اليوم إذن.
» إستخدم الآن الفوتوشوب أون لاين <بدون تحميل>
» جميع دروس الرياضيات سنة ثانية رائعة مع التمارين والملخصات
» تراويح قراءة مؤثرة بمسجد دار البيضاء
» حصريا ألبوم تراثيات لفرقة عدنة الجزائرية جودة عالية
» ما هي أجمل منطقة سياحية عربية
» شرح طريقة رفع الصور على موقع وأدراجها في الموضوع
» لعبة تعلم كلمات باللغة الإنجلزية
» برنامج إصلاح النظام TuneUp Maintenance 2009 كاملا وبسريال
» PS2 - Half Life برابط واحد ومباشر
» تمارين في المصفوفات مع الحل les matrices
» مواضيع و تمارين علوم فيزيائية
» فترة مابين نهاية الدراسة وبداية الحياة العملية
» للاسف يا منتدى,,,,,,,,,,,
» les document technique réglementaire en Algérie