هل كان من نبهني شيطانا أم ملكا من الملائكة؟

اجتاحتني موجة عظيمة
من النشوة والغبطة و أنا أستمع و أقرأ فتوى شيخ الأزهر الجليل بجواز بناء جدار العزل مع غزة
بحجة تهريب المخدرات. و شعرت بنوع من اليقين بعودة أيام الأزهر المشرقة وتأكدت أن زمن
الأزهر الأبي المجاهد الذي بناه أحرار الجزائر قد عاد. لربما
كان شيخ الأزهر الجليل على حق. ربما خاف على أهل غزة الأبطال من أن يتجرعوا مصل
التخدير والسبات والتخنث
والهوان والذل والمسكنة والعمالة الذي شرب منه المصريون حتى الثمالة. و أراد أن يحمي سليل القوم الجبارين
من وباء الخيانة و الخنوع المجاور. وكان ذكيا بفتواه التي من المفروض لم
يفهم مغزاها و هدفها إلا نبيه وذكي مثلي ...
ولكن
وللأسف سرعان ما زالت تلك النشوة و الفرحة وبدأ الشيطان اللعين
يلعب برأسي و يوسوس لي
بوساويس قضت على كل تلك الفرحة... فماذا لو تراه هذا الشيخ خاف على شعب مصر من أن يشم رائحة
المنشطات الغزاوية التي توقظ النائم من سباته وتجعل من المتخنث رجلا وترفع الذل
والهوان و المسكنة عن الشعوب الإنهزامية و تعطي الدروس في العيش بشرف وكرامة
وأنفة. وتعلم الشعوب كيف تقاوم الغزاة ولا تخنع ولا تركع ولا تطبع...
فهل تراه خوف من المخدرات. أم من المنشطات؟
وهل كان من نبهني
شيطانا أم ملكا من الملائكة؟

خوفا على الاثنين